المقالات - الاحتراق النفسي
04-August-2022 : تاريخ
مؤلف: استنارة
الاحتراق النفسي.. ماهو وكيف نتجنب حدوثه؟
تتسم حياتنا المعاصرة بكثرة الأعباء الشخصية، الأسرية، والمجتمعية التي تزداد على كاهل الإنسان، ومع تقلص مساحة الترفيه والمرح، تحولت هذه الأعباء إلى ضغوط نفسية ترهق الفرد وتدفعه إلى مشاعر السأم، الملل، الإرهاق العصبي، والاحتراق النفسي.
لهذا، أصبح من الضروري أن يتعرف الفرد على العوامل المؤدية إلى الاحتراق النفسي لتجنبها، والتمتع بصحة نفسية جيدة تُمكّنه من أداء عمله بأفضل صورة، مما ينعكس إيجاباً على جودة الحياة.
ومع التطور العلمي الذي بات مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بعلم النفس، أصبح من المهم أن يكتسب الإنسان معرفة سيكولوجية تساعده على فهم السلوك الإنساني، دوافعه، وفهم الشخصية البشرية وتنميتها وجدانياً وسلوكياً، مما يساهم في تحقيق الرضا النفسي والمهني.
تطور مفهوم الاحتراق النفسي:
يعد الاحتراق النفسي من المفاهيم الحديثة نسبياً. استُخدم لأول مرة في علم النفس من قبل فرويد عام 1974، عندما لاحظ من خلال دراسة العاملين في المهن المختلفة أن هناك حالة من الاستنزاف الانفعالي، البدني، والعقلي نتيجة الأعباء المرتبطة بتلك المهن. أطلق على هذه الحالة "الاحتراق النفسي" (Burnout).
قام علماء آخرون بتوسيع مفهوم الاحتراق النفسي؛ من بينهم فرندنبرغ وماسلاش، الذين وصفوا الاحتراق بأنه حالة إنهاك جسدي وذهني تؤدي إلى تكوين صورة سلبية للفرد تجاه ذاته، العمل، والآخرين، بالإضافة إلى الشعور بالغضب وفقدان المثالية.
عوامل حدوث ظاهرة الاحتراق النفسي:
تسهم طبيعة العمل وضغوطه بشكل كبير في حدوث الاحتراق النفسي، وذلك وفقًا لعوامل ذاتية، اجتماعية، ووظيفية:
1. العوامل الذاتية: ترتبط بتوقعات الفرد وطموحاته، ومدى التزامه المهني. الطموح الزائد والعقبات التي تحول دون تحقيق الأهداف قد تجعل الفرد عرضة للاحتراق النفسي.
2. العوامل الاجتماعية: الضغوط المجتمعية، مثل توقع المجتمع من المربي القيام بأدوار أكبر من قدراته، تؤدي إلى إجهاد نفسي يزيد من احتمالية الاحتراق.
3. العوامل الوظيفية: العمل يوفر للفرد حاجات متعددة؛ من بينها التقدير والاستقلالية. في حالة عدم تلبية هذه الحاجات، قد يتعرض الفرد للاحتراق النفسي.
أعراض الاحتراق النفسي:
يمكن تقسيم أعراض الاحتراق النفسي إلى ثلاث مستويات:
1. المستوى الأول: تظهر أعراض خفيفة يمكن السيطرة عليها من خلال ممارسة الرياضة والهوايات.
2. المستوى الثاني: تصبح الأعراض أكثر حدة وتستغرق وقتاً أطول، مما يتطلب علاجاً أكثر تعقيداً.
3. المستوى الثالث: تظهر مشكلات صحية ونفسية شديدة تستدعي علاجاً طبياً أو نفسياً مكثفاً.
مصادر الاحتراق النفسي:
1. الفرد نفسه: توقعات الفرد المبالغ فيها أو تحميله نفسه مسؤوليات تفوق قدراته.
2. العلاقة مع الآخرين: مثل العلاقة مع المديرين أو الزملاء.
3. النواحي المادية: مثل تدني الرواتب أو عدم وجود حوافز.
4. ظروف العمل: العبء الوظيفي الزائد، وصراع القيم بين الفرد ومؤسسته.
مراحل الاحتراق النفسي:
1. مرحلة الاستغراق: يبدأ مستوى الرضا عن العمل بالانخفاض.
2. مرحلة التبلد: انخفاض تدريجي في الكفاءة والأداء.
3. مرحلة الانفصال: انسحاب نفسي واعتلال في الصحة.
4. المرحلة الحرجة: ظهور أعراض شديدة وخطرة.
أبعاد الاحتراق النفسي:
وفقاً لماسلاك، فإن الاحتراق النفسي يتضمن ثلاثة أبعاد:
1. الإجهاد الانفعالي: استنزاف المشاعر الانفعالية.
2. تبلد الشعور: الاتجاهات السلبية نحو الآخرين.
3. نقص الشعور بالإنجاز: تقييم سلبي للذات وفقدان الحماس.
هل تعاني من أحد أعراض الاحتراق النفسي؟ لا تتردد في طلب المساعدة من مختص. يمكنك الآن بسهولة التواصل مع معالج نفسي عبر تطبيق 'استنارة' الذي يضم نخبة من المختصين المعتمدين. احجز استشارتك مع خصم الجلسة الأولى.