مدونات - أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب: المخاطر وكيفية التعامل معها

أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب: المخاطر وكيفية التعامل معها

يُعد علاج الاكتئاب أمراً ضرورياً لاستعادة جودة الحياة والتوازن النفسي، فاضطراب الاكتئاب حالة منتشرة بين الكثير من الأشخاص ويؤثر على تفكيرهم ومشاعرهم وسلوكهم. ورغم توفر العديد من خيارات علاج الاكتئاب، ومن بينها العلاج الدوائي، إلا أن التحديات ما تزال قائمة، والتحدي الأهم هو أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب.

تشير الدراسات إلى أن ما بين 27% و86% من المصابين باضطراب الاكتئاب يعانون من أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب، وفي هذه المدونة نسلط الضوء على أعراض الانسحاب التي تترتب على التوقف عن تلك الأدوية، وكيفية مواجهة الأمر.

من المهم أن نعرف أنه عندما تقرر التوقف عن مضادات الاكتئاب، فيجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي، لأن التوقف المفاجئ قد يؤدي إلى أعراض انسحابية مزعجة تختلف من شخص لآخر، وتختلف أيضاً حسب نوع الدواء ومدته وجرعته.

اكتشف المزيد حول الاكتئاب وكيفية مواجهة أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب مع تطبيق استنارة - حمّله الآن.

ما هي متلازمة الانقطاع عن مضادات الاكتئاب؟ التعريف والأسباب

متلازمة الانقطاع عن مضادات الاكتئاب هي حالة قد تظهر عند التوقف عن تناول دواء الاكتئاب بعد استخدامه لفترة تزيد عن ستة أسابيع، كما أن احتمالية الشعور بالأعراض الانسحابية تزداد عند التوقف المفاجئ دون إشراف طبي.

إن التوقف عن مضادات الاكتئاب قراراً حساساً جداً وتحدي صعب الخوض فيه إلا بالتعاون مع الطبيب. فما يحدث أن المريض يشعر بتحسن حالته، مما يؤدي إلى أنه يرغب في إيقاف الدواء، خاصة إذا بدأت الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب في إزعاجه، ولكن في نفس الوقت يجد أن التوقف المفاجئ عن تلك الأدوية يُزيد من خطر الانتكاس وظهور أعراض انسحابية!

من المهم كذلك التمييز بين أعراض الانسحاب وبين عودة الاكتئاب، وكذلك معرفة أن الأعراض الانسحابية لا تعني الإدمان، فمضادات الاكتئاب لا تُسبب الاعتماد كما تفعل المواد المخدرة، لكنها تحتاج إلى تقليل تدريجي تحت إشراف طبي لتفادي الأعراض المزعجة.

ما الأسباب التي قد تدفعك للتوقف عن مضادات الاكتئاب؟

قد يشعر بعض الأشخاص برغبة في التوقف عن استخدام مضادات الاكتئاب لأسباب مختلفة، منها:

• تحسن الحالة النفسية: قد يعتقد المصاب أنه لم يعد بحاجة إلى الدواء عندما يبدأ بالشعور بالتحسن والاستقرار.
• عدم فعالية العلاج: قد لا تلاحظ أي تطور أو تحسن في الأعراض، ولهذا تشعر أن العلاج غير مجدٍ.
• الآثار الجانبية المزعجة: مثل زيادة الوزن وفقدان الرغبة الجنسية والغثيان، أو التعب الدائم.
• تغير الشعور العام: قد لا تشعر بأنك على طبيعتك أو أن الدواء يسبب لك خمولاً عاطفياً.
• تأثير الدواء على نمط حياتك: مثل صعوبة ممارسة أنشطة معينة أو الشعور بأن العلاج يقيّدك.
• وجود بدائل صحية: كاستخدام تقنيات الدعم النفسي أو تعديل نمط الحياة للتعامل مع المشاعر السلبية.
• الرغبة في التوقف عن الأدوية: سواء بسبب طول مدة الاستخدام أو قناعة شخصية بالاستغناء عنها.

لماذا تظهر أعراض الانسحاب عند التوقف عن مضادات الاكتئاب؟

تُغيّر مضادات الاكتئاب في كيمياء الدماغ، وذلك من خلال تعديل مستويات النواقل العصبية، وهي مواد كيميائية تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية. ولكن عندما تتوقف فجأة عن الدواء، يحدث اضطراب سريع في توازن هذه المواد، ما يؤدي إلى ظهور أعراض انسحابية تتفاوت في شدتها.

ورغم عدم وجود تفسير دقيق لأسباب ظهور أعراض الانسحاب، يُعتقد أن السبب الرئيسي يعود إلى الانخفاض المفاجئ في مستويات السيروتونين بعد التوقف عن تناول أدوية مثل SSRIs أو SNRIs، مما يؤدي إلى اختلال التوازن العصبي في الدماغ.

وعلى الرغم من أن هذه الأعراض لا تُعتبر خطيرة في أغلب الأحيان من الناحية الطبية، إلا أنها قد تكون غير مريحة نفسياً وجسدياً، وقد تؤثر على قدرة الشخص على أداء مهامه اليومية بشكل طبيعي.

ومن الجدير بالذكر أن وجود أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب لا يعني الإدمان، لأن هناك أعراض تُميز الإدمان مثل الرغبة القهرية في تناول المادة وزيادة الجرعة بمرور الوقت وفقدان السيطرة على الاستخدام، وهذه السلوكيات لا تنطبق على مضادات الاكتئاب في الغالب.

أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب: ما تحتاج إلى معرفته

ما العوامل التي تؤثر على ظهور أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب؟

• نوع الدواء: هناك بعض الأدوية التي ترتبط بخطر أعلى لظهور أعراض انسحابية شديدة، في حين أن هناك أدوية أخرى أسهل في التوقف عنها.
• الجرعة ومدة الاستخدام: تزيد احتمالية ظهور أعراض قوية كلما طالت مدة تناول الدواء أو زادت جرعته.
• طريقة التوقف: الانقطاع المفاجئ أو خفض الجرعة بسرعة يزيد من حدة الأعراض بشكل كبير.
• الاختلافات الفردية: استجابة الجسم للدواء وتفاعله مع الأعراض تختلف من شخص لآخر حسب التركيب الكيميائي والقدرة على التكيف.

متى تبدأ أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب في الظهور؟ وكم تستمر؟

غالباً ما تظهر الأعراض الانسحابية خلال يومين إلى خمسة أيام من التوقف عن تناول دواء الاكتئاب، وقد تستمر من أسبوع إلى أسبوعين. ولكن في بعض الحالات قد تطول المدة إلى عدة أسابيع أو حتى عدة أشهر خاصة إذا كان الانقطاع مفاجئاً.

ما هي أبرز أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب؟

تتنوع أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب ما بين الأعراض الجسدية والنفسية والعاطفية، كما يلي:

الأعراض الجسدية:

• الجهاز الهضمي: الغثيان والقيء، إلى جانب فقدان الشهية والتقلصات والإسهال.
• الدورة الدموية والجلد: التعرق المفرط واحمرار الوجه والحساسية تجاه الحرارة.
• الحركة والتوازن: الدوخة والرعشة، والاضطراب في النطق أو المضغ، وتململ الأرجل 'حالة عصبية تسبب رغبة ملحة في تحريك الساقين'.
• النوم: الأرق والكوابيس والأحلام الحية والمزعجة.
• الإحساس: تنميل ووخز وطنين في الأذنين، ما يُعرف بـ 'نبضات الدماغ' – وهي إحساس يشبه الصدمات الكهربائية في الرأس.

الأعراض النفسية والعاطفية:

• التقلبات المزاجية الحادة
• ارتباك وقلق
• عصبية أو عدوانية
• نوبات هوس أو اكتئاب مفاجئة
• أفكار انتحارية أو جنون ارتياب في الحالات القصوى

الفرق بين أعراض الاكتئاب وأعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب

من المهم أن نعرف أن هناك فرقاً بين أعراض الاكتئاب 'الانتكاسة أو العودة للاكتئاب' وبين أعراض الانسحاب نتيجة التوقف عن أدوية الاكتئاب، لأنه من الممكن أن تتضمن أعراض التوقف عن الأدوية كلاً من القلق أو الاكتئاب، وقد تعتقد أنها انتكاسة، لكنها قد تكون أعراض انسحاب فقط.

ولكن كيف تعرف الفرق؟ إليك بعض العلامات التي يمكنك الاستناد إليها:

• التوقيت: تظهر أعراض الانسحاب خلال أيام إلى أسابيع من التوقف أو تقليل الجرعة، فيما تظهر الانتكاسة بشكل تدريجي ومتأخر.
• أعراض جسدية: تشمل أعراض الانسحاب مشاكل جسدية غير شائعة في أعراض الاكتئاب، مثل الدوخة وأعراض تشبه الإنفلونزا.
• الاستجابة للدواء: تختفي أعراض الانسحاب سريعاً عند تناول جرعة من الدواء، بينما علاج الاكتئاب يحتاج لأسابيع.
• المدة: تزول أعراض الانسحاب مع تأقلم الجسم، بينما تستمر الانتكاسة أو تزداد سوءاً.
• الاستمرارية: إذا استمرت الأعراض لأكثر من شهر وكانت تتفاقم، فقد تكون انتكاسة فعلاً.

كيف تتجنب أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب؟

يمكنك تفادي الأعراض الانسحابية التي ترافق انقطاع أدوية الاكتئاب المفاجئ من خلال الخطوات التالية:

• لا تتعجل: لا توقف استخدام الدواء إلا بعد استشارة الطبيب، فمن المهم البقاء على استخدام الدواء لمدة 6 إلى 9 أشهر بعد الشعور بالتحسن، وإذا عانيت من ثلاث نوبات اكتئاب أو أكثر فقد تحتاج إلى الدواء لمدة أطول قد تمتد إلى سنتين أو أكثر.
• استشر طبيبك: لا تتوقف عن الدواء دون موافقة الطبيب، لأن التوقف يجب أن يصاحب تحسن حالتك النفسية واستقرارها، إلى جانب تجنّب التوقف في فترات الأزمات أو التغييرات الكبيرة في حياتك.
• ضع خطة تدريجية: قم بخفض جرعة الدواء ببطء وعلى مدى أسابيع، كل أسبوعين إلى 6 أسابيع، وذلك بالطبع حسب إرشادات الطبيب. سجل يوميات حالتك في مفكرة مزاجية لمراقبة التغيرات التي تطرأ.
• فكر بالعلاج النفسي: يمكنك تقليل خطر الانتكاس من خلال الدمج بين العلاج النفسي وبين التوقف عن تعاطي الدواء.
• غيّر نمط حياتك: من الضروري تبني ممارسات صحية في أسلوب حياتك، مثل ممارسة الرياضة والتغذية الصحية والنوم الكافي.
• اطلب الدعم: أخبر المقربين بخطتك واطلب منهم المساعدة في ملاحظة أي تغييرات تطرأ عليك.
• اتبع الخطة حتى النهاية: تابع تقليل الجرعة حتى تصل إلى أقل مستوى تبعاً لإرشادات الطبيب.

وأخيراً، إذا شعرت أنك بحاجة لمن يستمع إليك أو يرشدك لمواجهة أعراض التوقف المفاجئ عن أدوية الاكتئاب، فيمكنك التواصل مع فريق من الممارسين الصحيين المرخصين ذوي الخبرة الموجودين دائماً في تطبيق استنارة. احجز جلستك بضغطة زر، لكي تمتع بمساحة آمنة وسرية تماماً للحوار بفضل أعلى معايير الخصوصية وحماية البيانات.