blog-image

فقدان الشغف: المفهوم وفرص التحسن

ربما يكون فقدان الشغف هو الإجابة الأكثر شيوعاً بين معظم من يتخلفون عن المشاركة الفعالة في العديد من مناحي وتجارب الحياة، العملية منها والاجتماعية، مما يجعل استكشاف تراجع الحماس في حياتك ضرورياً للوقوف على تعريفه وكيفية علاجه والتفرقة بينه وبين الحالات المشابهة مثل الاكتئاب.

فإذا شعرت في أي وقت أن شعلة نشاطك وطاقتك الإيجابية انطفأت، وأردت التوصل إلى علاج فقدان الشغف واستعادة شعلة إلهامك، فمن المهم طلب المساعدة المتخصصة لفهم حالتك على نحو دقيق ومساعدتك على اتخاذ الخطوات الصحيحة لزيادة فرص التحسن.

لمعرفة المزيد حول فقدان الشغف وطرق التغلب عليه، حمل تطبيق استنارة الآن.

apple-store
play-store

ما هو الشغف؟ وما معنى فقدان الرغبة المفاجئ؟

يُعرّف الشغف في المعاجم العربية والأجنبية بطرق متقاربة، تتمحور أغلبها حول تعريفه بأنه شعور قوي للغاية، أو حماس وحب وتعلق بشيء ما بدرجة كبيرة.

وبمزيد من التفصيل، نجد أن الشغف بداخلك يتكون من 3 محاور رئيسية، وهي القدرات الشخصية والميول المهنية والأنشطة المفضلة. فأما القدرة الشخصية، فتتمثل في كفاءة وموهبة الشخص للقيام بأمر ما، فيما تشير الميول المهنية إلى تفضيل الإنسان مهنة أو عمل ما، وتشير الأنشطة المفضلة إلى تلك الأنشطة التي يمارسها الشخص لفهم وإشباع شغفه بدون الشعور بالتعب والملل.

ووفقاً لهذا التعريف، فيمكننا القول إن الشغف هو نقطة التلاقي بين هذه المحاور الثلاث، وبنقص أو اختفاء جانب من هذه الجوانب، يشعر الشخص بفقدان الشغف تدريجياً، إلى الحد الذي يشعر معه بفقدان الشغف تجاه كل شيء، وربما يتطور الأمر إلى فقدان الشغف في الحياة!

أسباب فقدان الشغف وأعراض فقدان الشغف

هناك العديد من أسباب فقدان الشغف التي يمكننا التحدث حولها، فقد يظهر أحدهم ضمن نطاق الأسباب التي أدت إلى تراجع حماسك، وقد تزيد أو تنقص شعلتك وفقاً لتحقق واحد أو أكثر من هذه الأسباب، وكنتيجة لذلك، تظهر علامات وأعراض فقدان الشغف.

الأسباب الرئيسية وراء فقدان الشغف

سبب فقدان الشغف لديك قد يكون أحد هذه الأسباب التالية:

  • الطريق الطويل والشاق: قد يتلاشى الحماس مع إدراك حجم الجهد المطلوب لإنجاز أي عمل.
  • غياب النتائج الفورية: قد يؤدي غياب الشعور السريع بالإنجاز إلى صعوبة الاستمرار.
  • ضغوط الحياة: الالتزامات المالية أو الأسرية أو المهنية قد تجعل الشغف يبدو لك عبئاً إضافياً.
  • النزعة إلى الكمال: السعي وراء المثالية قد يخلق خوفاً من الفشل، مما يؤدي إلى الإحباط في بعض الأحيان.
  • فخ المقارنات: قياس نجاحك بإنجازات الآخرين قد يؤدي إلى إحباطك عوضاً عن تحفيزك.
  • غياب التجديد: يتحول الشغف إلى روتين ممل إن لم نجدّد أساليبنا ونبحث عن تحديات جديدة.
  • غياب الدعم: يواجه البعض صعوبة في الاستمرار بدون أشخاص يؤمنون بهم.

أعراض فقدان الشغف

تتمثل علامات فقدان الشغف الشائعة فيما يلي:

  • خمول الحماس: تراجع دوافعك وقلة الاهتمام بما كان يثير شغفك.
  • الملل واللامبالاة: فقدان المتعة حتى في الأنشطة المفضلة.
  • المماطلة: تأجيل المهام التي كانت تمنحك شعوراً بالإنجاز.
  • العصبية والإحباط: الانزعاج السريع والشعور باليأس.
  • غياب الشعور بالإنجاز: الإحساس بالفراغ أو فقدان الرضا الذاتي.
  • ضبابية الهدف: صعوبة في التركيز أو إيجاد معنى لما تفعله.
  • الانعزال: الميل إلى الانطواء والانسحاب من الحياة الاجتماعية.

من الجدير بالذكر أن علامات فقدان الشغف قد تتقاطع مع أعراض بعض الحالات النفسية والجسدية الأخرى. لذا، من المهم استشارة المتخصصين من أجل التقييم الدقيقة لحالتك.

الفرق بين فقدان الشغف والاكتئاب

وتعقيباً عما أشرنا إليه في الفقرة السابقة من علامات فقدان الشغف وأعراضه، فمن المهم البحث في الفرق بين فقدان الشغف والاكتئاب، إذ يختلط الأمر على الكثيرين عندما يحين الوقت للتحدث عن فقدان الشغف والاكتئاب. وفي السطور المقبلة، نحاول استكشاف الفوارق والتشابه بينهما.

أعراض متشابهة: يوجد الكثير من الأعراض المشتركة بين فقدان الشغف وبين الاكتئاب، مثل الشعور بالملل والرغبة في الانطواء وضعف التركيز وضبابية الهدف.

فقدان الشغف أحد أعراض الاكتئاب: يمكن أن يكون فقدان الشغف ضمن أعراض الاكتئاب، إذ يعد الاكتئاب حالة أعمق من فقدان الشغف.

الاكتئاب اضطراب نفسي: يتطلب الاكتئاب تدخلاً علاجياً دوائياً، بينما قد يكون فقدان الشغف مرحلة طبيعية في حياتنا.

علاج مختلف: يأتي علاج فقدان الشغف باستخدام استراتيجيات استعادة الشغف وإشعال الحماس بصحبة الأنشطة المفضلة، بينما يتطلب الاكتئاب جلسات نفسية وتدخل علاجي.

نتائج مختلفة: يؤدي فقدان الشغف إلى غياب الحماس وعدم الرغبة في فعل أي شيء، بينما قد تؤدي بعض حالات الاكتئاب إلى الإبداع!

علاج فقدان الشغف

هناك العديد من استراتيجيات علاج عدم الرغبة في فعل أي شيء، وتختلف هذه الاستراتيجيات من شخص لآخر.

استراتيجيات علاج فقدان الشغف

  • نظّم أوقات استراحتك: امنح نفسك قسطاً من الراحة بانتظام لتجديد طاقتك، فالإرهاق يضعف الشغف.
  • حدد هدفك: اربط شغفك بهدف واضح يشعل حماسك وإلهامك كلما تذكرته.
  • جدد أساليبك: جرّب أساليب جديدة لتطوير شغفك، لأن الروتين يضعف الحماس.
  • خصص وقتاً محدداً لشغفك: ضع شغفك ضمن جدولك والتزم بوقته.
  • ضع نفسك في بيئة إيجابية: تجنب البيئة السلبية، فإن التفكير الإيجابي وتحفيز البيئة يعيد إليك الحماس.

وأخيراً، إن فقدان الشغف قد يكون مرحلة طبيعية في رحلتك نحو تحقيق أهدافك، فلا يجب الاستسلام لهذه الحالة التي تنتابنا جميعاً من وقت لآخر، ولكن من المهم ألا نتغاضى عنه ونهمله، فمع اتباع الخطوات العلاجية والاستراتيجيات السلوكية سوف يصبح الأمر قابلاً للتحسن والعودة من جديد إلى شعلة حماسك.

حمّل تطبيق استنارة للحصول على المساعدة والمعلومات التي تحتاجها حول فقدان الشغف وكيفية علاجه، إلى جانب إمكانية التواصل مع ممارسين صحيين وخبراء مرخصين عبر الإنترنت من منزلك مباشرة وبسرية تامة.